yafa

الزنبقات السود في قلبي و في شفتي اللهب من أي غابٍ جئتني يا كل صلبان الغضب ؟ ؟ ؟

Monday, August 4, 2008

رسالة من المنفى



تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني ، و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته... و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني ... صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين
و لو حزين
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان

فلسطينية كانت و لم تزل














عيونك شوكة في القلب توجعني…
وأعبدها
وأحميها من الريح وأغمدها
وراء الليل والأوجاع…أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
ويجعل حاضري غدها
أعز علي من روحي
وأنسي، بعد حين، في لقاء العين بالعين
بأنا مرة كنا وراء الباب،
اثنين!
كلامك ..كان أغنية
وكنت أحاول الإنشاد
ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعية
كلامك، كالسنونو، طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفية
وراءك، حيث شاء الشوق…
وانكسرت مرايانا فصار الحزن ألفين
ولملمنا شظايا الصوت..
لم نتقن سوى مرثية الوطن
!سنزرعها معاً في صدر جيتار
وفوق سطوح نكبتنا،
سنعزفهالأقمارٍ مشوههٍ..
وأحجار
ولكني نسيت..
نسيت يا مجهولة الصوت:
رحيلك أصدأ الجيتار…أم صمتي؟
!رأيتك أمس في الميناء
مسافرة بلا أهل …بلا زاد
ركضت إليك كالأيتام
أسأل حكمة الأجداد:
لماذا تسحب البيارة الخضراء
إلى سجن،إلى منفى، إلى ميناء
وتبقى، رغم رحلتها
ورغم روائح الأملاح والأشواق
،تبقى دائماً خضراء؟
وأكتب في مفكرتي:
أحب البرتقال .وأكره الميناء
وأردف في مفكرتي:على الميناء وقفت
.وكانت الدنيا عيون شتاء
وقشر البرتقال لنا.
وخلفي كانت الصحراء!
رأيتك في جبال الشوك راعية
بلا أغنام
مطاردة، وفي الأطلال..
وكنت حديقتي، وأنا غريب الدار
أدق الباب يا قلبي على قلبي
يقوم الباب والشباك والإسمنت والأحجار!
رأيتك في خوابي الماء والقمح محطمةً.
رأيتك في مقاهي الليل خادمةً
رأيتك في شعاع الدمع والجرح
وأنت الرئة الأخرى بصدري…
أنت أنت الصوت في شفتي..
وأنت الماء، أنت النار!
رأيتك عند باب الكهف ..
عند النارمُعَلَّقَةً على حبل الغسيل
ثياب أيتامك
رأيتك في المواقد..في الشوارع..في الزرائب ..
في دم الشمس
رأيتك في أغاني اليتم والبؤس!
رأيتك ملء ملح البحر والرمل
وكنت جميلة كالأرض..كالأطفال..كالفل
وأقسم:من رموش العين سوف أخيط منديلا
وأنقش فوقه شعراً لعينيك
واسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا..
يمد عرائش الأيك
سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبلِ:
" فلسطينيةً كانت ولم تزل
"فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير
على قمرٍ تصلب في ليالينا
وقلت لليلتي: دوري!
وراء الليل والسور..
فلي وعد مع الكلمات والنور.
وأنت حديقتي العذراء..
ما دامت أغانينا سيوفاً حين نشرعها
وأنت وفية كالقمح..ما دامت أغانينا
سماداً حين نزرعها
وأنت كنخلة في البال،
ما انكسرت لعاصفةٍ وحطاب
وما جزت ضفائرها وحوش البيد والغاب..
ولكني أنا المنفي خلف السور والباب
خذيني تحت عينيك
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، كيفما كنتِ
أرد إليَّ لون الوجه والبدن
وضوء القلب والعين
وملح الخبز واللحن
وطعم الأرض والوطن!
خذيني تحت عينيك
خذيني لوحة زيتية في كوخ حسرات
خذيني آية من سفر مأساتي
خذيني لعبة..حجراً
من البيت
ليذكر جيلنا الآتي
مساربه إلى البيت!
فلسطينية العينين والوشم
فلسطينية الاسم
فلسطينية الأحلام والهم
فلسطينية المنديل والقدمين والجسم
فلسطينية الكلمات والصمت
فلسطينية الصوتفلسطينية الميلاد والموت
حملتك في دفاتري القديمة نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
وباسمك صحت في الوديان:
خيول الروم !..اعرفها
وإن يتبدل الميدان!
خذوا حذراً..من البرق الذي صكته أغنيتي
على الصوان
أنا زين الشباب، وفارس الفرسان
أنا . ومحطم الأوثان
حدود الشام أزرعها قصائد تطلق العقبان!
وباسمك، صحت بالأعداء:
كلي لحمي إذا ما نمت يا ديدان
فبيض النمل لا يلد النسور..
وبيضة الأفعى..يخبئ قشرها ثعبان!
خيول الروم ..أعرفها
وأعرف قبلها أني
أنا زين الشباب
، وفارس الفرسان!

Tuesday, July 22, 2008

غدا


قلبي يحدثني بأنه لا لقاء
فغداً سنلقي تحيتنا الأخيرة للأبد
لتسدل الأيام أستاراً على
كلمات صمتٍ أو كلامٍ صامتٍ
همسات خوفٍ
لا اكتراث مفتعل
ستمر أيام سنين
تنمحي من ثقل وطأتها
تفاصيل الصور
و نسير رغما عن كلينا
في دروب مثلجة
سوداء فيها سماؤنا
من بعد ما مات القمر
نخفي بوجه باسمٍ
أملاً تكسر هاوياً
حلماً قصير العمر
خلفه القدر

يافا